الحرب العالمية الثانية / الفصل الاول خالد محمد الجنابي

الحرب العالمية الثانية
خالد محمد الجنابي
الفصل الاول
تعود الاسباب التي أدت الى اندلاع الحرب العالمية الثانية الى الفترة التي عقد فيها مؤتمر الصلح في قصر فرساي في فرنسا عام 1919 والذي ابرمت فيه معاهدات عقابية صارمة أخذت طابع الانتقام ضد ألمانيا ، والتي دفعت بأحد أعضاء الوفد ألألماني المشارك في مؤتمر الصلح المذكور إلى القول للحلفاء ( سنراكم مرة ثانية بعد عشرين عاما ) .
لقد صدقت نبوءة الرجل فكانت الحرب العالمية الثانية عام 1939 والتي طالت أغلب دول العالم ، وقد كانت ألأعنف في حروب البشر وصراعاتهم .
لقد كان ألألمان يأملون في صلح عادل بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الاولى غير إن صلح فرساي كان بمثابة ضربة قاصمة للشعب ألألماني .
إذ خسرت ألمانيا 12،5 % من مساحتها و12 % من سكانها وحوالي 15 % من انتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74 % من انتاجها من خام الحديد.
وتقلصت مساحة السواحل ألألمانية على بحر البلطيق وبحر الشمال ، ونص الصلح أيضا على الحيلولة دون قيام الوحدة بين ألمانيا والنمسا التي تضم اكبر مجموعة من ألألمان تعيش خارج ألمانيا .
ودخل نحو مليوني ألماني في حدود بولندا ، ونحو ثلاثة ونصف مليون ألماني في حدود دولة تشيكوسلوفاكيا التي نشأت بعد الحرب العالمية الاولى ، وكانت تلك الاقليات ألألمانية سببا في عدم الاستقرار ، وفرضت تعويضات على ألمانيا قدرت بستة مليارات جنيه بخلاف فوائدها في تلك الفترة .
وحددت معاهدة فرساي الجيش ألألماني بأن لايزيد على مائة ألف جندي ، وحددت سفن الاسطول ألألماني بعدد قليل جدا من السفن ، وحرمته من إمتلاك سلاح الجو ، مع دفع تعويضات ضخمة للحلفاء .
بالاضافة الى ذلك تقرر أن تخلي ألمانيا المناطق الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الراين بعرض ثلاثين ميلا من القوات العسكرية ، وكانت فرنسا تريد فصل هذه المنطقة عن المانيا ، وإقامة دولة مستقلة فيها تكون حاجزا بينها وبين ألمانيا التي اجبرت على التخلي عن مستعمراتها في ما وراء البحار .
نتيجة لما تقدم ذكره أصبحت ألمانيا لاحول ولا قوة ، أما فرنسا فلقد رأت أن ألمانيا لم تتحطم بعد فأقدمت عام 1923 على إحتلال إقليم الروهر الغني بالمناجم ، وعللت ذلك بأن هذا ألأمر سيرغم ألمانيا على دفع التعويضات التي فرضت عليها في معاهدة فرساي .