الحرب العالمية الثانية / الفصل الرابع خالد محمد الجنابي

الحرب العالمية الثانية خالد محمد الجنابي
الفصل الرابع

بتاريخ 1/9/1939 إجتاحت ألمانيا بولندا لتضم بذلك مدينة ( دانت زيج ) ذات الموقع الاستراتيجي المطل على بحر البلطيق ، وذات ألأغلبية ألألمانية الى حضن دول الرايخ ، حيث قام الطيران ألألماني المكون من أربعة آلاف طائرة من أحدث ألأنواع بتدمير حوالي ألف طائرة هي كل ماكانت تملكه بولندا. وكانت تلك الحادثة هي ( الشرارة التي أدت الى اندلاع الحرب العالمية الثانية ) . كما قامت القوات السوفيتية بإجتياح بولندا من الجانب الآخر ، بعد ذلك تحركت القوات ألألمانية والسوفيتية من بولندا لغرض السيطرة على دول البلطيق وفنلندا وتمكنت القوات النازية من تحقيق أهدافها .
بسرعة البرق تطورت الاحداث وأعلن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشيرشل من مجلس العموم الحرب على ألمانيا كون بريطانيا كانت قد وقعت معاهدة دفاع مشترك مع بولندا ، وبعد ساعات من التردد أعلنت فرنسا هي الاخرى الحرب على ألمانيا وبدأت عجلة الحرب المدمرة تدور ، ودخلت فيها ايطاليا وروسيا ثم الولايات المتحدة التي عمل رئيسها في تلك الفترة فرانكلين روزفلت على العمل لإنهاء مبدأ مونرو أو ما عرف بمبدأ الحياد وهو الاعلان الذي كان قد أطلقه من قبل الرئيس الامريكي جيمس مونرو والذي كان ينص على (ضرورة عدم مد الدول الاوروبية نفوذها الاستعماري نحو امريكا ، وإلتزام الولايات المتحدة بالمقابل بعدم التدخل في المشكلات أو العلاقات الاوروبية ) ، وبدأت الولايات المتحدة في عهد روزفلت تنتهج خطا عسكريا مؤثرا في الاحداث الدولية .
لم تكتف ألمانيا باحتلال بولندا ودخول عاصمتها وارسو فقامت بإحتلال النرويج والدانمارك لضمان وصول الحديد من السويد اليها ، أما في الجبهة الغربية فلقد تأخرت المعارك الى شهر نيسان من عام 1940 ولم يصمد خط ماجينو الدفاعي الذي أقامه الفرنسيون أمام المصفحات والفرق العسكرية ألألمانية ، التي استخدمت اسلوب الحرب الصاعقة في هجومها ، الذي إمتد من هولندا الى الإلزاس واشترك فيه السلاح الجوي ، فإستسلمت هولندا وبلجيكا ولكسمبورغ ودخل ألألمان باريس وتمكنوا من هزيمة الجيش الفرنسي والبريطاني وتقهقر الجيش البريطاني الى مدينة دنكيرك الساحلية وترك أسلحته الثقيلة في الساحة الفرنسية فقامت حكومة تشرشل باستخدام السفن العسكرية بل وحتى التجارية في إجلاء الجنود البريطانيين من الساحل الغربي لفرنسا ولم يبق خيار للحكومة الفرنسية غير خيار الاستسلام للجيش النازي مما مكن الجيش النازي من إحكام السيطرة على الشمال الفرنسي وتنصيب حكومة فرنسية موالية لألمانيا النازية في الشطر الجنوبي من فرنسا .
وبين شهر ايلول وتشرين الثاني من عام 1940 تعرضت بريطانيا للغارات الجوية ألألمانية المكثفة والتي ألقت حوالي ( 100000 ) قنبلة ، قتلت فيها ( 13000 ) من المواطنين ( خلال تلك الفترة عاش معظم سكان لندن في أنفاق المترو خوفا من القصف ألألماني ) . غير إن ألمانيا لم تتمكن من إحتلال بريطانيا على الرغم من المعارك الجوية العنيفة التي دارت بين الطرفين ، وفشلت الغواصات ألألمانية في قطع طرق مواصلات ألإمبراطورية البريطانية في ما وراء البحار .
في حزيران من عام 1941 شنت ألمانيا هجوما كاسحا على روسيا بتقدم ( 200 ) فرقة عسكرية إجتاحت الاراضي الروسية ، بالرغم من اتفاقية عدم الاعتداء الموقعة بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي ، فقد أخذ ألألمان الروس على حين غرة ، وهُزم الجيش الروسي بعد معارك عنيفة وكسبت ألمانيا أراضي روسية شاسعة وأسرت مئات ألآلاف من الجنود الروس ، غير إن تلك المعارك كانت ( بداية النهاية للقوة ألألمانية ) حيث تركت ألمانيا بريطانيا خلف ظهرها ، وهي القاعدة الإستيراتيجية التي يمكن أن توجه منها الهجمات اليها ، وبعدما إستفاق جوزيف ستالين مما ألم به ، أخذ الروس في إعادة ترتيب أوراقهم خصوصا وإنهم إستطاعوا الاحتفاظ بعتادهم العسكري الثقيل بعد رجوعهم الى الوراء نتيجة الغزو ألألماني ، إستمات الروس وقدموُا الغالي والنفيس في الذود عن العاصمة موسكو وأستمر العناد ألألماني حتى فصل الشتاء ، ولم يكن في بال هتلر استمرار المقاومة الروسية حتى فصل الشتاء ، إذ لم يتم تجهيز الجيش ألألماني وتزويده بخطوط ألإمداد لهذه الفترة ، فمر فصل الشتاء على الجيش ألألماني بقسوة نتيجة التخطيط السيء لغزو موسكو ، وبحلول فصل الربيع ، إحتار ألألمان بين المضي قدما في إحتلال موسكو أم الاكتفاء بالسيطرة على حقول النفط القوقازية ، إختار ألألمان السيطرة على حقول النفط القوقازية عوضا عن احتلال العاصمة موسكو .