كندا ( الخاتمة )

كندا
خالد محمد الجنابي


الخاتمة
حدد ميلر وسيلر (miller and seller, 1985) أهم ثلاث أسس لقيام منهج تعليمي وهي الأسس: الفلسفية أو العقدية، والنفسية ، والاجتماعية ويضيف بعض الباحثين الاقتصادية. تؤخذ هذه الأسس بالحسبان عند تصميم أي منهج أو عناصره ولذلك وحسب تحليل منهج العلوم الاجتماعية والإنسانية للصفين الحادي عشر والثاني عشر بمقاطعة أونتاريو بكندا، تبين أن النظام السياسي والمقومات العقدية الدينية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية قد تم تشريبها بالمنهج بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فمن الناحية السياسية، لكون نظام الحكم في كندا في مجمله حكم ديمقراطي وجدنا إشارات عن الديموقراطية واللامركزية واحترام القانون والمشاركة بالرأي واحترام رأي الآخرين وحرية الاختيار في المنهج. أما من الناحية الدينية فعقيدة الدولة والمجتمع هي النظام العلماني لذلك تبنى المنهج مفاهيم تفصل بين الدين والدولة ولذلك تضمن المنهج مفاهيم عن احترام التعددية الدينية ونبذ العنصرية وحرية المعتقد، ولكنه أكد على عادات عقدية مثل الكريسماس. أما من الناحية الاجتماعية فالخلفيات التاريخية والنظام الاجتماعي يظهر تبنى النظام مجتمع متعدد الأعراق، متعدد الأديان، ومتعدد اللغات ركز المنهج على تنمية وتوعية أفراد المجتمع أهمية المال في الحياة وعمل علاقات حميمة بين الجنسين واتخاذ القرارات باستقلالية. أما من الناحية الاقتصادية، فالعيش في بيئة غنية بمصادر الإنتاج وقلة السكان نتج عنه تبنى مفاهيم غرسها المنهج عن الحياة المادية والنظام الرأسمالي بتدريب الطلاب على كيفية عمل ميزانية شخصية والتعامل مع البنوك واستخدام بطاقات الاعتماد وكيفية التعامل مع الضرائب والاستثمار بالفائدة، بالإضافة إلى الاعتماد على النفس والمساهمة في الإنتاج.
وخلاصة القول أن التعليم بمقاطعة أونتاريو بكندا قد خطط على أسس مبنية على مقومات المجتمع الكندي السياسية والعقدية الدينية والاجتماعية والاقتصادية وقد تم توضيح ذلك بما تم تضمينه بالمنهج. وبالتالي فالتعليم هو إنتاج ما يريده المجتمع أو ما تخطط له الدولة.